

مارسيل خليفة.. شخص يصيبنا بالطاووس
بقلم: محمد حداد يتكلم كأنه الشعر.. في صوته حزن ماثل يستفز آهاتنا، يفضحها فينا و يفضحنا بها. كيف لنا أن نصف من يسردنا في موسيقاه؟ كيف لنا أن نسمي من صاغ آلامنا حرفاً ونغمة؟ شخص (يذهب عميقاً في دمنا) يأخذ من أوقاتنا الضائعة ما يريد وقتما يشاء، فبمجرد أن يمسك عوده، يمسك بنا من جرحنا الذي نلتذ يده عليه، حيث الرعشة تطفر من أجسادنا وهو يغسل الروح و يحرضها بألا تهدأ، وكأنه يرمم ما تلف من أرواحنا لفرط الصمت الذي نلف أنفسنا به متذرعين بالحكمة! موسيقى لا تنضب.. في ريشته التي يمسكها بأر


الإنتاج الفني.. شظية في كتف الموسيقى 1
بقلم : محمد حداد من الأمور التي تؤرق تفكير كثير من الفنانين الذين يحملون الهم الإبداعي ويحرصون على تطوير الحركة الموسيقية والغنائية في العالم العربي هو الإنتاج الفني، الذي يعتبر المرحلة الحاسمة في المشروع الإبداعي. الإنتاج هو المنطقة التي لازلت شخصياً أجهل تفسيرها في الوسط الموسيقي للعالم العربي. ففي مراحل مختلفة من البحث في أمور نجاح الحركة الموسيقية وفشلها، صادفت الكثير من العوامل التي أدت إلى فشل تجارب موسيقية وغنائية بسبب التفكير الفردي للقائمين على المشاريع الإبداعية، مم


الأب، والإبن، والروح الحائرة
بقلم : محمد حداد بدأت طفولتي في البحث الساذج عن (جاسم) الذي كان غائباً عني في سن مبكرة جداً كان عمري وقتها سنة ونصف تقريباً حين ابتدأت بالتحديق في كل رجل يمر بالقرب من شارع بيتنا بالمحرق علّه يكون هو أبي، ثم بتوجيه الأسئلة المستفزة لأمي التي لم أكن واعياً تماماً لما تمر به من ظروف قاسية لا يطيقها نبي ولا يسعها كتاب ويستعصي على الآلهة غفرانها، حيث كنت أرفض ردودها المطمئنة معززة كلامها بـ(صورة ليست ملونة) وضعتها بالقرب من سريري مؤكدة لي بأن (أبوك) هو من في الصورة. لم أكن مقتنعا


جيمس نيوتن هاورد .. وهو يسرد الموت
بقلم : محمد حداد ولد في الولايات المتحدة الأمريكية. بدأ مشواره الفني عازفاً على (لوحة المفاتيح، الساينتيسايزر والميلوترون)، ثم بدأ بتأليف موسيقى الأفلام في الثمانينيات، حيث كان ظهوره الأول في كوميديا المخرج كين فينكليمان (المقر الرئيسي) الذي تلاه بفيلم قطط وحشية الذي ألفه مع الفنان هاوك ولنسكي، ثم فيلم لست صغيرا جدا على الموت و8 ملايين طريقة للموت، رجال قساة، روسكيس، وعد الأرض، كلهم أمريكيون، رقصة التاب، في ذكرى رقصة التاب (الذي قام ببطولته جريجوري هينيس وسامي ديفس الصغير). و


يدخلونك موسيقاهم بسهولة الطفل و براءة الجنون
الجاز.. هذا الفن القاتم القادم من سواد الأرض القائم على ارتجال النغمات الكئيبة والمتسائلة.. كيف لنا أن نصف الجاز؟ هذا الحدث الأقرب إلى الحلم المرتبك في بعض الأحيان والكئيب في أحيان أخرى، فليس غريباً أن يولد فن البلوز (Blues) من نحيب الجاز المثقل بالكآبة. عندما نواجه تجربة مثل تجربة الأمس حيث يدخل ناثان ديفس ليرحب بنا بكل حميمية (وهنا يكمن السر في أمسيات الجاز) حيث يشعرك العازف أنه قادم لكي يعزف لك ولن يعود أدراجه إلا إذا كنت راضياً عنه، عندها فقط يمسك قلبك بيد ويبدأ العزف بيد


أمسية النوستالجيا .. حيث الحنين على آخره
لقد استمعت إلى CD حنين قبل خمس سنوات عند الصديق محمد أشكناني في الكويت، وهو من الأصدقاء الذين يبحثون بشكل مستمر عن الأعمال المغايرة في طرحها الموسيقي والغنائي، ويملك مكتبة واسعة من الأعمال التي تتداخل فيها الثقافات الموسيقية كموسيقى الجاز الشرقي وموسيقى الأفروعرب والأفرولاتن و الورلد عرب إنديان وغيرها من التوليفات الجميلة حقا.. فهو من الأشخاص الذين يحترمون هكذا تجارب، فعندما أسمعني حنين لأول مرة، أحببت أسلوبها في مزج الأغاني التي احتلت مكانة كبيرة في الذاكرة العربية بالألحان


عندما يكون الإيقاع سيد المكان
لأنني أعشق رقصة التانغو حيث موسيقى التانغو التي تسرد العشق والألم في الوقت ذاته مترجماً على أجساد الراقصين، فنحن نعرف بأنه لا يكتمل التانغو إلا بوجود شخصين كما يقول المثل (Two to Tango)، فهذا الإلحاح الفلكلوري على ضرورة وجود الشخصين معا ليسردا صورة ملتهبة للحب حيناً وللألم أحيانا، ما هو إلا تأكيد بأن هذه الرقصة ليست إلا صورة مختصرة و مكثفة لحياة صغيرة مليئة بالتحولات (والحياة لا تكتمل إلا بالثنائيات). ولأنني أعرف بأن موسيقى الفلامنكو، هذا المزيج الموسيقي الثائر على كل المسافا