

مجيد مرهون.. صمتٌ وجمرة لا تهدأ
بقلم: محمد حداد في صمت يكتب موسيقاه، يتنقل بين السوناتات والرباعيات، في البدء رافق آلة الساكسفون عازفاً ثم أصبح مؤلفاً يكتب لما تيسر له من آلات موسيقية، لم يوقفه أننا لا نملك أوركسترا في هذه الجزيرة، فذهب الى جزيرة (جده) ليجد الهدوء الذي لم يجده في القضيبية، قضى سنواته الاربع الاولى وحيداً حيث الصمت فرش له النغمات البكر، ليخرج من وحدته ويقلب كل القواميس، فيبتكر لنا قاموساً جديداً كقنديل ينير نغماتنا الطائشة، ويهذب ألحاننا المرتبكة، قاموس يحمل عبق الوحدة والظلام، يحمل نبيذ الت

علي الشرقاوي.. حبٌ على شكل قصيدة
بقلم: محمد حداد عرفته وأنا اتهجى معرفتي بأبي! كان يمثل لي الثقة والأمل، يشعل القناديل لي ويصرخ فيّ (لا تتردد.. فغداً سيكون الوقت متأخراً)، كان يشرح لي (وأنا مسحور بالموسيقى) كيف أعزف على العود ولا أعزف عنه، وكنت أفهم عليه لأن درسه لي لم يكن موسيقياً، بل إنسانياً.. عينه على تجاربي الصغيرة ويده على قلبه الكبير، يحمل همّ كل من يراه ومن يسمع عنه، لا يرتاح إلا إذا نام حيث يبدأ قلقنا. شخص يعرف لغة الأطفال و يفهم آلام الشيوخ، يسرد أحلام الصبايا، يكتب شعراً فنغنيه.. يكتب ألماً فنغنيه


تفرش ندرتها بين آذاننا، وتدّعي أنه الصوت
بقلم : محمد حداد كانت مسافرة على النغمة الأولى عبر قطار الشرق ضمن ثلاثي (يوري هوننج)، حيث التقيت بصوتها في محل للأقراص المدمجة في مدينة دوسلدورف بألمانيا، فلم أتردد في اقتناء هذا الإصدار المختلف، حيث استمعت لمجموعة من الأعمال التراثية برؤية معاصرة فيها قليل من الجرأة وكثير من الجاز، مما أضفى على التجربة طعماً يشبه ثلج أوروبا ممزوجاً بقهوة الفيشاوي، حيث تغنت بأغنيات عربية مثل (إمتى حتعرف) و (مادام تحب بتنكر ليه!) ولم تنس أن تغني أغنية (إسوبيل) للفنانة الأيسلدية بيورك التي فاجأ


فيروز.. إسمٌ منح للقلب تفسيراً
بقلم : محمد حداد مثل الحلم تنسل بين رفوف مكتبتي الصوتية التي أرشفتها بأبجدية محكمة، كي لا أضعف وأضع أسطواناتها خلسة في الرف الخاص بحرف السين لأنها (سيدة المقام الموسيقي وأيقونته)، كما أن رفوف العين لا تسعها أيضاً، وكونها "لولو" لم يشفع لي أن أضع اسطوانتها في رفوف حرف اللام.. أحياناً أعقف لها قاف القلب مدعياً أنني أخطأت بين القاف وبين الفاء (وهو حرفها الرسمي في مكتبتي)، ثم أبتكر تصنيفاً يمكنني من أن أدس أسطوانتها في رف الميم، مبرراً ذلك بأن ألبوم "مشوار" يبدأ بهذا الحرف.. تتعب


داريو ماريانيللي : محاولة للتكفير بالقربان الموسيقي
بقلم : محمد حداد استطاع فيلم تكفير للمخرج المتميز (جو رايت) ان يلفت أنظار كثير من النقاد والجمهور في ذات الوقت، وقد إستعان في هذا الفيلم بنفس فريق العمل الذي شاركه نجاح فيلمه السابق فخر وإعتزاز، حيث تألقت كيرا نايتلي في تجسيد شخصية اليزابيث بينيت التي رسمتها الكاتبة جين أوستن بألوان تشبه ألوان شخصيتها. أما في فيلم تكفير الذي رشح لاثنتي عشر جائزة (ومنها جائزة أفضل موسيقى) في مهرجان (بفتا) البريطاني، ثم حصل على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى، وترشح لكثير من الجوائز الأخرى.. يسرد ل